سورة الزمر - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزمر)


        


{أفمن يتقي بوجهه سوءَ العذَاب يومَ القيامة} فيه وجهان:
أحدهما: أن الكافر يسحب على وجهه إلى النار يوم القيامة.
الثاني: لأن النار تبدأ بوجهه إذا دخلها.
قوله عز وجل: {فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون} فيه وجهان:
أحدهما: من مأمنهم، قاله السدي.
الثاني: فجأة، قاله يحيى.


قوله عز وجل: {قرآناً عربياً غير ذي عوج} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: غير ذي لبس، قاله مجاهد.
الثاني: غير مختلف، قاله الضحاك.
الثالث: غير ذي شك، قاله السدي.
قوله عز وجل: {ضرب الله مثلاً رجلاً} يعني الكافر.
{فيه شركاء} أي يعبد أوثاناً شتى.
{متشاكسون} فيه أربعة أوجه:
أحدها: متنازعون، قاله قتادة.
الثاني: مختلفون، قاله ابن زياد.
الثالث: متعاسرون.
الرابع: متظالمون مأخوذ من قولهم: شكسني مالي أي ظلمني.
{ورَجُلاً سَلَماً لرجُلٍ} يعني المؤمن سلماً لرجل أي مخلصاً لرجل، يعني أنه بإيمانه يعبد إلهاً واحداً.
{هل يستويان مثلاً} أي هل يستوي حال العابد لله وحده وحال من يعبد آلهة غيره؟ فضرب لهما مثلاً بالعبدين اللذين يكون أحدهما لشركاء متشاكسين، لا يقدر أن يوفي كل واحد منهم حق خدمته، ويكون الآخر لسيد واحد يقدر أن يوفيه حق خدمته.
{الحمد لله} يحتمل وجهين:
أحدهما: على احتجاجه بالمثل الذي خَصم به المشركين.
الثاني: على هدايته التي أعان بها المؤمنين.
{بل أكثرهم لا يعلمون} يحتمل وجهين:
أحدهما: لا يعلمون المثل المضروب.
الثاني: لا يعلمون بأن الله هو الإله المعبود.
قوله عز وجل: {إنك ميت وإنهم ميتون} هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بموته وموتهم، فاحتمل خسمة أوجه: أحدها: أن يذكر ذلك تحذيراً من الآخرة.
الثاني: أن يذكره حثاً على العمل.
الثالث: أن يذكره توطئة للموت.
الرابع: لئلا يختلفوا في موته كما اختلفت الأمم في غيره حتى إن عمر لما أنكر موته احتج أبو بكر بهذه الآية فأمسك.
الخامس: ليعلمه أن الله تعالى قد سوى فيه بين خلقه مع تفاضلهم في غيره لتكثر فيه السلوى وتقل الحسرة. ومعنى إنك ميت أي ستموت، يقال ميت بالتشديد للذي سيموت، وميت بالتخفيف لمن قد مات.
قوله عز وجل: {ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} فيه أربعة أوجه:
أحدها: في الدماء، قاله عكرمة.
الثاني: في المداينة، قاله الربيع بن أنس.
الثالث: في الإيمان والكفر، قاله ابن زيد، فمخاصمة المؤمنين تقريع، ومخاصمة الكافرين ندم.
الرابع: ما قاله ابن عباس يخاصم الصادق الكاذب، والمظلوم الظالم، والمهتدي الضال، والضعيف المستكبر. قال إبراهيم النخعي: لما نزلت هذه الآية جعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون ما خصومتنا بيننا.
ويحتمل خامساً: أن تخاصمهم هو تحاكمهم إلى الله تعالى فيما تغالبوا عليه في الدنيا من حقوقهم خاصة دون حقوق الله ليستوفيها من حسنات من وجبت عليه في حسنات من وجبت له.


قوله عز وجل: {والذي جاء بالصدق} الآية. وفي الذي جاء بالصدق أربعة أقاويل:
أحدها: أنه جبريل، قاله السدي.
الثاني: محمد صلى الله عليه وسلم، قاله قتادة ومجاهد.
الثالث: أنهم المؤمنون جاءوا بالصدق يوم القيامة، حكاه النقاش.
الرابع: أنهم الأنبياء، قاله الربيع وكان يقرأ: والذين جاءوا بالصدق وصدقوا به.
وفي (الصدق) قولان:
أحدهما: أنه لا إله إلا الله، قاله ابن عباس.
الثاني: القرآن، قاله مجاهد وقتادة.
ويحتمل ثالثاً: أنه البعث والجزاء.
وفي الذي صدق به خمسة أقاويل:
أحدها: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله ابن عباس.
الثاني: المؤمنون من هذه الأمة، قاله الضحاك.
الثالث: أتباع الأنبياء كلهم، قاله الربيع.
الرابع: أنه أبو بكر، رضي الله عنه حكاه الطبري عن علي رضي الله عنه، وذكره النقاش عن عون بن عبد الله.
الخامس: أنه علي كرم الله وجهه، حكاه ليث عن مجاهد.
ويحتمل سادساً: أنهم المؤمنون قبل فرض الجهاد من غير رغبة في غنم ولا رهبة من سيف.
{أولئك هم المتقون} إنما جاز الجمع في {هم المتقون} و(الذي) واحد في مخرج لفظه وجمع في معناه على طريق الجنس كقوله تعالى {إن الإنسان لفي خسر} قوله عز وجل: {ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عَمِلوا} قبل الإيمان والتوبة، ووجه آخر: أسوأ الذي عملوا من الصغائر لأنهم يتقون الكبائر.
{ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون} أي يجزيهم بأجر أحسن الأعمال وهي الجنة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8